السوق السوداء: الريال السعودي يتراجع إلى أدنى مستوى له منذ أشهر

 السوق السوداء: الريال السعودي يتراجع إلى أدنى مستوى له منذ أشهر

القاهرة، 6 فبراير 2024: شهدت السوق السوداء للعملات الأجنبية في مصر تراجعًا ملحوظًا في سعر الريال السعودي خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصل إلى أدنى مستوى له منذ أشهر. وبلغ سعر الريال السعودي اليوم في السوق السوداء 14 جنيهاً مصرياً للشراء و 14.5 جنيه للبيع، بينما كان قد سجل 19 جنيهاً مصرياً للشراء و 19.5 جنيه للبيع في الأسبوع الماضي.

ويُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، أهمها:

  • تراجع المضاربات على الدولار الأمريكي: شهدت السوق السوداء تراجعًا في المضاربات على الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية، مما أدى إلى انخفاض سعره بشكل عام، وبالتالي انخفاض سعر الريال السعودي المرتبط به.
  • زيادة المعروض من النقد الأجنبي: ساهمت زيادة المعروض من النقد الأجنبي في السوق المصرية في تراجع سعر الدولار، وبالتالي تراجع سعر الريال السعودي.
  • توقعات بزيادة تدفقات النقد الأجنبي: يتوقع البعض أن تشهد مصر تدفقات نقد أجنبي كبيرة خلال الفترة القادمة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في سعر الدولار، وبالتالي سعر الريال السعودي.

ويُتوقع أن يستمر تراجع سعر الريال السعودي في السوق السوداء خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار العوامل المذكورة أعلاه.

ويُشار إلى أن السوق السوداء للعملات الأجنبية هي سوق غير رسمية يتم فيها تداول العملات الأجنبية بأسعار غير رسمية، وعادة ما تكون هذه الأسعار أعلى من الأسعار الرسمية التي يحددها البنك المركزي.

وتُعد السوق السوداء مصدرًا للقلق للسلطات المصرية، حيث أنها تُستخدم في تمويل العديد من الأنشطة غير القانونية، مثل غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وتحاول السلطات المصرية مكافحة السوق السوداء للعملات الأجنبية من خلال

  • زيادة ضخ العملات الأجنبية في السوق الرسمية.
  • تشديد الرقابة على شركات الصرافة.
  • شن حملات على المتعاملين في السوق السوداء.

ولكن هذه الجهود لم تُثمر عن نتائج كبيرة حتى الآن، حيث لا تزال السوق السوداء للعملات الأجنبية نشطة في مصر.

السوق السوداء: مخاطر وآثار على الاقتصاد المصري

يُشكل تراجع سعر الريال السعودي في السوق السوداء مخاطر وآثارًا سلبية على الاقتصاد المصري، أهمها:

  • ارتفاع أسعار السلع المستوردة: يُعد الريال السعودي من أهم العملات التي يتم استخدامها في استيراد السلع من المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن تراجع سعره سيؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلع في السوق المصرية.
  • زيادة التضخم: سيؤدي ارتفاع أسعار السلع المستوردة إلى زيادة التضخم في مصر، مما سيؤثر على مستوى معيشة المواطنين.
  • انخفاض الصادرات المصرية: قد يؤدي تراجع سعر الريال السعودي إلى انخفاض الصادرات المصرية إلى المملكة العربية السعودية، حيث سيصبح من الصعب على الشركات المصرية المنافسة مع الشركات السعودية في السوق السعودية.
  • تراجع الاستثمار الأجنبي: قد يؤدي تراجع سعر الريال السعودي إلى تراجع الاستثمار الأجنبي في مصر، حيث سيصبح من الصعب على المستثمرين الأجانب تحويل أرباحهم إلى عملاتهم المحلية.

ولذلك، من المهم على السلطات المصرية اتخاذ خطوات جادة لمكافحة السوق السوداء للعملات الأجنبية، وذلك من خلال:

  • زيادة ضخ العملات الأجنبية في السوق الرسمية.
  • تشديد الرقابة على شركات الصرافة.
  • شن حملات على المتعاملين في السوق السوداء.
  • وضع خطة شاملة لتنظيم السوق المالية.

ومن المهم أيضًا على المواطنين المصريين الابتعاد عن التعامل في السوق السوداء للعملات الأجنبية، وذلك حفاظًا على الاقتصاد المصري ومنعًا للوقوع في مخاطر قانونية.

ختامًا، إن تراجع سعر الريال السعودي في السوق السوداء يُعد ظاهرة خطيرة يجب على السلطات المصرية العمل على معالجتها بشكل عاجل، وذلك حفاظًا على الاقتصاد المصري ومنعًا للآثار السلبية على مستوى معيشة المواطنين.

تعليقات